أردوغان في زيارة لبغداد لأول مرة منذ عام 2011 غرفة_الأخبار
أردوغان في زيارة لبغداد: صفحة جديدة في العلاقات العراقية التركية؟
بعد سنوات من الترقب والانتظار، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة رسمية إلى العاصمة العراقية بغداد، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2011. هذه الزيارة، التي حظيت بتغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام العربية والدولية، تحمل في طياتها دلالات سياسية واقتصادية هامة، وتسلط الضوء على التطورات المتسارعة في العلاقات بين البلدين الجارين.
الزيارة، كما يتضح من خلال التغطيات الإخبارية المختلفة، وخاصة برنامج غرفة_الأخبار، تهدف إلى بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بدءًا من مكافحة الإرهاب، ومرورًا بالتجارة والاستثمار، وصولًا إلى قضايا المياه والطاقة. الملفات المطروحة على طاولة النقاش معقدة وحساسة، وتتطلب حلولًا توافقية تراعي مصالح الطرفين.
من أبرز الملفات الشائكة التي يتوقع أن تكون حاضرة بقوة خلال المباحثات، ملف حزب العمال الكردستاني (PKK) الذي تتخذه تركيا ذريعة لشن عمليات عسكرية داخل الأراضي العراقية. الموقف العراقي الرسمي يرفض هذه العمليات ويطالب باحترام السيادة العراقية. من جهة أخرى، تسعى تركيا إلى الحصول على دعم عراقي أكبر في مواجهة الحزب، وتعتبره تهديدًا لأمنها القومي.
إلى جانب القضايا الأمنية، تحتل المسائل الاقتصادية مكانة بارزة في أجندة الزيارة. تسعى تركيا إلى زيادة حجم التبادل التجاري مع العراق، والاستثمار في قطاعات حيوية مثل الطاقة والبنية التحتية. العراق، بدوره، يطمح إلى الاستفادة من الخبرات التركية في مجالات التنمية والتصنيع، وتنويع مصادر دخله القومي.
ملف المياه يمثل تحديًا آخر يواجه البلدين. يعاني العراق من نقص حاد في المياه، ويعزو ذلك جزئيًا إلى بناء تركيا لسدود على نهري دجلة والفرات. من المتوقع أن يطالب العراق بضمان حصته العادلة من المياه، والتوصل إلى اتفاقيات ملزمة تنظم توزيع المياه بين البلدين.
بشكل عام، تعتبر زيارة أردوغان إلى بغداد خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين البلدين وتجاوز الخلافات العالقة. النجاح في تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية قوية من الطرفين، وقدرة على التوصل إلى حلول وسطية تلبي مصالح الجميع. هل ستنجح هذه الزيارة في فتح صفحة جديدة في العلاقات العراقية التركية؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة